احتلت
أخبار السقوط الكبير و المدوي لشركة Volks
Wagen
الألمانية , عملاق صناعة السيارات في العالم , عناوين الأخبار في الصفحات الرئيسية
لمعظم الصحف العالمية , و تفاقمت أزمة الشركة حول العالم , مع توقعات بقرب انهيار
الشركة و إعلانها الإفلاس التام على خلفية الفضيحة الكبرى التي هزت الشركة , بعد
أن اعترفت رسمياً بالغش في نتائج اختبارات الانبعاثات السامة للسيارات التي
تعمل بالديزل في الولايات المتحدة [قامت الشركة بتركيب برنامج معلوماتي يزوّر
نتائج اختبارات مكافحة التلوث].
و مع
تطور الفضيحة الكبرى , بدأت الكثير من الدول في أوروبا و آسيا باتخاذ قرارات بفتح
تحقيقات حول الغش التجاري , مثل دول كوريا الجنوبية و فرنسا و دول أخرى .تأثير الفضيحة على أسهم شركة فولكس فاجن و خطر الإفلاس
انخفضت أسهم Volks Wagen في البورصة بنسبة 19% يوم الإثنين الماضي , مباشرةً عقب إقرار الشركة باستخدامها برنامج لتضليل المراقبين الأمريكيين المسؤولين عن قياس الانبعاثات السامة. و في يوم الأربعاء فقدت الشركة 20% أخرى من قيمة أسهمها
تبلغ قيمة الغرامات المتوقع أن تدفعها فولكس فاجن 18 مليار دولار في أمريكا فقط , بالإضافة إلى التعويضات التي ستضطر لدفعها إلى المشترين , مع تدني سمعة الشركة في الأسواق العالمية , مما يهدد بدخول العملاق الألماني في النفق المظلم , و مواجهة خطر الإفلاس , خصوصاً مع حجم التعويضات المتوقع دفعها لبلاد أخرى .
و كانت Volks قد بثت إعلانات ترويجية تفاخر فيها بسيارات الديزل النظيف التي تنتجها , إلا أن الاختبارات الأخيرة أظهرت أن الانبعاثات السامة لسيارات الشركة فاقت الحدود المسموح بها داخل الولايات المتحدة .
تأثير الفضيحة على الاقتصاد الألماني و الأوروبي
تعتبر
شركة "فولكس فاجن" أكبر شركة ألمانية و أوروبية لإنتاج السيارات و تحتل
المركز الثاني على مستوى العالم من حيث الإنتاج بعد شركة تويوتا اليابانية , و
تعتبر ممولاً أساسياً و عاملاً رئيسياً في الاقتصاد الألماني بما تدفعه من ضرائب ,
و ما تقدمه من خدمات و وظائف .
و
يأتي شبح الإفلاس الذي تواجهه بالصدمة ليلقي بتأثيره ,ليس فقط على الاقتصاد
الألماني , بل يمتد ليشمل أغلب البورصات الأوروبية نظراً لكبر حجم الشركة و ثقلها
الاقتصادي أوروبياً و عالمياً .
و
توفر صناعة السيارات الألمانية نحو خمس الوظائف في البلاد وساهمت بحسب دويتشه بنك
بنسبة 17.9% من إجمالي الصادرات الألمانية البالغة 1.1 تريليون يورو العام الماضي
وتحقق صادرات القطاع نموا فوق المتوسط منذ 2009.
لكن
الشىء الأهم الذي يقلق الألمان كثيراً , هو احتمالية أن يفقد شعار "صنع في
ألمانيا" رونقه , و يفقد العالم الثقة في المنتجات الألمانية , خصوصاً أن
الاقتصاد الألماني يعتمد على الصادرات التي تشكل أكثر من 45% من الناتج المحلي
الإجمالي.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتدخل و في محاولة منها لإنقاذ سمعة الصناعة الألمانية , وجهت " أنجيلا ميركل" تحذيراً شديد اللهجة إلى شركة فولكسفاجن , و طالبت بتوضيحات سريعة للفضيحة و شفافية كاملة .
و تساهم شركة فولكس بحوالي 20% من إنتاج السيارات في العالم , و قد استحوذت على عدد من شركات السيارات المتعثرة و ساهمت في إنجاحها مثل أودي و سكودا و سيات و بنتلي و بوغاتي و لامبورجيني وشاحنات "في دبليو" .